لما بلغه اتهام بني أمية له بالمشاركة في دم عثمان
أَوَ لَمْ يَنْهَ بَنِي أُمَيَّةَ عِلْمُهَا بِي عَنْ قَرْفِي؟ أَوَ مَا وَزَعَ الْجُهَّالُ سَابِقَتِي عَنْ تُهَمَتِي؟ وَلَمَا وَعَظَهُمُ اللهُ بِهِ أَبْلَغُ مِنْ لِسَانِي؟ أَنَا حَجِيجُ الْمَارِقِينَ، وَخَصِيمُ النَّاكِثِينَ الْمُرْتَابِينَ، وَعَلَى كِتَابِ اللهِ تُعْرَضُ الاَْمْثَالُ، وَبِمَا فِي الصُّدُورِ تُجَازَى الْعِبَادُ!
رَحِمَ اللهُ امْرَأً (عبداً) سَمِعَ حُكْماً فَوَعَى، وَدُعِيَ إِلَى رَشَاد فَدَنَا، وَأَخَذَ بِحُجْزَةِ هَاد فَنَجَا. رَاقَبَ رَبَّهُ، وَخَافَ ذَنْبَهُ، قَدَّمَ خَالِصاً، وَعَمِلَ صَالِحاً (ناصحاً). اكْتَسَبَ مَذْخُوراً، وَاجْتَنَبَ مَحْذُوراً، وَرَمى غَرَضاً، وَأَحْرَزَ عِوَضاً. كَابَرَ هَوَاهُ، وَكَذَّبَ مُنَاهُ. جَعَلَ الصَّبْرَ مَطِيَّةَ نَجَاتِهِ،وَالتَّقْوى عُدَّةَ وَفَاتِهِ. رَكِبَ الطَّرِيقَةَ الْغَرَّاءَ، وَلَزِمَ الَْمحَجَّةَ الْبَيْضَاءَ. اغْتَنَمَ الْمَهَلَ، وَبَادَرَ الاَْجَلَ، وَتَزَوَّدَ مِنْ الْعَمَلِ.