وقد أشار عليه أصحابه بالاستعداد لحرب أهل الشام بعد إرساله جرير بن عبد الله البجلي إلى معاوية
إِنَّ اسْتِعْدَادِي لِحَرْبِ أَهْلِ الشَّامِ وَجَرِيرٌ عِنْدَهُمْ، إِغْلاَقٌ لِلشَّامِ وَصَرْفٌ لاَِهْلِهِ عَنْ خَيْر إِنْ أَرَادُوهُ. وَ لكِنْ قَدْ وَقَّتُّ لِجَرِير وَقْتاً لاَيُقِيُم بَعْدَهُ إِلاَّ مَخْدُوعاً أَوْ عَاصِياً. وَالرَّأْيُ عِنْدِي مَعَ الاَْنَاةِ فَأَرْوِدُوا، وَلاَ أَكْرَهُ لَكُمُ الاِْعْدَادَ.
وَلَقَدْ ضَرَبْتُ أَنْفَ هـذَا الاَْمْرِ وَعَيْنَهُ، وَقَلَّبْتُ ظَهْرَهُ وَبَطْنَهُ، فَلَمْ أَرَ لِي فِيهِ إِلاَّ الْقِتَالَ أَوِ الْكُفْرَ بِمَا جَاءَ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وآله وسلم). إِنَّهُ قَدْ كَانَ عَلَى الاُْمَّةِ وَال أَحْدَثَ أَحْدَاثاً، وَأَوْجَدَ النَّاسَ مَقَالا، فَقَالُوا، ثُمَّ نَقَمُوا فَغَيَّرُوا.
لما هرب مَصْقَلة بنُ هبيرة الشيباني إلى معاوية، وكان قد ابتاع سَبْيَ بني ناجية من عامل أمير المؤمنين(عليه السلام) وأعتقهم، فلما طالبه بالمال خاس به و هرب إلى الشام
قَبَّحَ اللهُ مَصْقَلَةَ! فَعَلَ فِعْلَ السَّادَةِ (السادات)، وَفَرَّ فِرَارَ الْعَبِيدِ! فَمَا أَنْطَقَ مَادِحَهُ حَتَّى أَسْكَتَهُ، وَلاَ صَدَّقَ وَاصِفَهُ حَتَّى بَكَّتَهُ، وَلَوْ أَقَامَ لاََخَذْنَا مَيْسُورَهُ، وَانْتَظَرْنَا بِمَالِهِ وُفُورَهُ.