أقول: ومعنى ذلك أن ما ينفقه المرء من ماله في سبيل الخير والبر ـ وإن كان يسيراً ـ فإن الله تعالى يجعل الجزاء عليه عظيماً كثيراً، واليدان هاهنا: عبارة عن النعمتين، ففرّق(عليه السلام) بين نعمة العبد ونعمة الرب تعالى ذكره، بالقصيرة والطويلة، فجعل تلك قصيرة وهذه طويلة، لأن نعم الله أبداً تُضعف على نعم المخلوق أضعافاً كثيرة، إذ كانت نعم الله أصل النعم كلها، فكل نعمة إليها ترجع ومنها تنزع.