1ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدَّثنا عليُّ بن الحسن التيملي،
قال: حدَّثنا الحسن ومحمّد ـ ابنا عليّ بن يوسف ـ، عن سعدان بن مسلم، عن
صباح المزني[ 1 ]، عن الحارث بن حصيرة [ 2 ] عن حبّة العرني [ 3 ] قال:
قال أمير الموَمنين _ عليه السلام _ : «كَأَنّي أنْظُرُ إلى شِيعَتِنا بِمَسْجِدِ الكُوفَةِ،
قَدْ ضَـرَبُوا الفَسَاطِيطَ، يُعَلِّمُونَ النَّاسَ القُرآنَ كَمَـا أُنْزِلَ [ 4 ] أَمَا إنَّ قائِمَنَا إذا قامَ
كَسَـرَهُ وَسَوَّى
[1] هو صباح بن يحيى المزني يكنّى أبا محمّد، كوفي ثقة عند النجاشي، وضعيف عند استاذه ابن
الغضائري، كما في الجامع. [2] الحارث بن حصيرة معنون في أصحاب الصادق _ عليه السلام _ وقال العلاّمة المامقاني: إمامي
مجهول. [3] حبَّة بن جوين العرني من أصحاب أمير الموَمنين والحسن بن عليّ _ عليهما السلام _ ، وقال
العلاّمة المامقاني: حسن. [4] الظاهر أنَّه يقصد _ عليه السلام _ أنَّهم يعلمونهم القرآن على حدوده كاملة، وقد ورد أنَّ القرآن
الذي بخط عليٍّ ويتوارثه الاَئمّة _ عليهم السلام _ يتفاوت مع القرآن في ترتيب سوره وربّما آياته،
لا في الزيادة والنقصان، كما جاء في رواية أبي ذرّ الغفاري (رضي اللّه عنه) أنَّه قال: لما توفّـي
رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ جمع عليٌّ _ عليه السلام _ القرآن، وجاء به إلى المهاجرين
والاَنصار وعرضه عليهم، لما قد أوصاه بذلك رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _... فلما
استُخلف عمر، سأل عليّاً أن يدفع إليهم القرآن ... فقال: يا أبا الحسن! إن جئت بالقرآن الذي كنت
قد جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه. فقال _ عليه السلام _ : «هَيْهَاتَ لَيْسَ إلى ذَلِكَ سَبيلٌ، إنّما جئتُ بِهِ إلى أبي بكر لِتَقُومَ الحُجَّةُ
عَلَيْكُمْ، ولا تَقُولُوا يَوْمَ القِيامَةِ: إنَّا كُنَّا عَنْ هَذا غَافِلينَ، أو تَقُولوا: مَا جِئْتَنَا بِهِ. إنَّ القرآنَ الّذي عِنْدي لا يَمَسَّهُ إلاّ المُطَهَّرونَ والاَوصياءُ مِنْ ولدِي». قَالَ عمرُ: فَهَلْ لاظْهَارِِ وَقْتٌ مَعْلُومٌ. فَقَالَ: «نَعَمْ، إذَا قَامَ القَائِم مِنْ وُلْدي يُظْهِرُهُ وَيَحْمِلُ النَّاسَ عَلَيهِ، فَتَجري السُّنَّةُ بِهِ، صَلَواتُ اللّهِ
عَلَيْهِ». راجع: احتجاج الطبرسي: 1|155، نور الثقلين: 5|226، البحار: 92|42.