إنّ من دواعي الاختلاف، عدم العناية بنقل كلام الإمام بحرفيّته والأخذ بخلاصته، فعند ذلك يتطرّق الاختلاف بين الأحاديث إذ ربّما يشتمل نصّ كلام الإمام على قرينة على المراد، حذفها الراوي باعتقاد أنّها غير دخيلة في المعنى ولأجل ذلك نرى أنّ الأئمّة أجازوا النقل بالمعنى مع الحفاظ على المقصود، وهذا هو محمّد بن مسلم سأل الإمام الصادق وقال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السّلام) أسمع الحديث منك، فأزيد وأنقص.قال: إن كنت تريد معانيه فلابأس.[ 1 ] غير أنّ لفيفاً من الرواة لعدم خبرويتهم في نقل الحديث نقلوه بالمعنى وضاعت القرائن فأوجدت اختلافاً في الحديث.
هذا هو منصور بن حازم يقول: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السّلام) : رجل تزوّج امرأة وسمّى لها صداقاً، ثمّ مات عنهاولم يدخل بها، قال: «لها المهر كاملاً ولها الميراث» قلت: فإنّهم رووا عنك أنّ لها نصف المهر، قال: «لايحفظون عنّي، إنّما ذلك للمطلّقة».[ 2 ]
نعم نرى في مقابل هذا رواة ملتزمين بنقل الحديث بحرفيّته وهذاكزرارة كان يحمل قلماً ودواةً ويكتب الحديث بنصّه في مجلس السماع كما يرويه نفسه ويقول.
السادس: قلّة ثقافة الراوي العربية
كان بين الرواة أُناس غير عربيين يعيشون في البلاد العربية غير متقنين لها فكانواينقلون لها الحديث من دون أن يقفوا إلى نكاته ودقائقه فيذكرونه حسب ما
[1]الكافي: 1/51. [2]الوسائل: 15/77 ح24، الباب 58 من أبواب المهور.