استقرّ بناء العقلاء في الإنسان بل ذوي الشعور في كافّة أنواع الحيوان، على العمل على طبق الحالة السابقة وحيث لم يردع عنه الشارع كان ماضياً.
والاستدلال مبنيّ على ثبوت أمرين:
1ـ استكشاف بناء العقلاء على العمل على طبق الحالة السابقة تعبّداً. لا لأجل الدواعي الأُخر، كما سيوافيك.
2ـ عدم الردع من جانب الشارع.
أمّا الأوّل فغير ثابت، إذ لايبعد أن يكون عملهم عليه لأجل وجود الاطمئنان أو الظن ببقاء الحالة السابقة ، أو لغفلتهم عن الشكّ ، وإن كان موجوداً في خزانة النفس، فعلى الأوّل والثاني يختصّ جواز العمل بحصول الاطمئنان أو الظن ببقاء الحالة السابقة، لامطلقاً، كما هو المطلوب. وعلى الثالث لايجوز العمل به عند الشكّ مع الالتفات[ 1 ]، لأنّ بناء العقلاء على الجري على الحالة السابقة، إنّما هو في صورة الغفلة عن الشكّ، والمجتهد المستصحِب ملتفت إلى شكّه.
[1]المراد من الشكّ هو الشكّ الأُصولي أي احتمال الخلاف الذي يجتمع مع الاطمئنان والظن بالبقاء، لا الشكّ المنطقي الذي هو بمعنى تساوي الطرفين وبذلك يظهر النظر فيما أفاده المحقّق النائيني في المقام فلاحظ.