responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحصول في علم الأُصول نویسنده : الجلالي المازندراني، السيد محمود؛ تقریر بحث الشيخ جعفر السبحاني    جلد : 3  صفحه : 339

تَقُولُوا مَا جاءَنا مِن بَشير ولا نَذير فَقَدْ جاءَكُمْ بَشيرٌ وَنَذيرٌ واللّهُ عَلَى كُلِّ شيء قَدير)(المائدة/19) فإنّ ظاهر قوله : (أنْ تَقُولُوا مَا جاءَنا مِن بَشير ولا نَذير) أَنّه حجّة تامة يصحّ أن يحتجّ به، ولأجل ذلك، قام سبحانه بإرسال الرسل، حتى لا يحتجّ به عليه بل تكون الحجّة للّه سبحانه على العباد (وللّهِ الحجّةُ البالغة) .

(رَبَّنا وابْعَثْ فيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهم آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ والحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهمْ إِنّكَ أَنْتَ العَزيزُ الحَكيم) (البقرة/129) فالآية صريحة في أنّ التعليم والتزكية لا يتمّـان إلاّ ببعث الرسل، فترقّب التزكية في الدنيا والآخرة، من دون البعث أمر غير ممكن. والكافر أو العاصي لا يكون معذّباً إلاّ لعدم التعلّم أو لعدم تحصيل التزكية، ومن شرائطهما، البيان والإعلام وإتمام الحجّة.

هذا كلّه حول الصنف الأوّل من آيات الباب وإليك الكلام في الصنف الآخر.

ب ـ التكليف فرع الإيتاء والوسع:

إنّ في الذكر الحكيم آيات تدلّ على أنّ التكليف فرع الإيتاء والوسع وهي:

قوله سبحانه: (لِيُنْفِقَ ذُو سَعَة مِنْ سِعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقُ مِمّا اتاهُ اللّهُ لا يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إلاّ ما اتاها سَيَجْعَلُ اللّهُ بَعْدَ عُسْـر يُسراً) (الطلاق/7) وقوله سبحانه: (لا نُكَلِّفُ نَفْسَاً إلاّ وُسْعَها أُولْئِكَ أَصْحابُ الجَنَّةِ هُمْ فيها خالِدون) (الأعراف/40) وقوله تعالى: (لا يُكلِّفُ اللّهُ نَفْسَاً إلاّ وُسْعَها)(البقرة/286) إلى غير ذلك من الآيات الواردة في هذا المضمار فلاحظ: البقرة/ الآية 233 والنساء /84.

والاستدلال بالآية الأُولى يتوقّف على كون المقصود من الموصول هو التكليف، والمراد من قوله سبحانه: (اتاها) هو أعلمها، والمعنى لا يكلّف اللّه نفساً إلاّ تكليفاً أعلمها به.

نام کتاب : المحصول في علم الأُصول نویسنده : الجلالي المازندراني، السيد محمود؛ تقریر بحث الشيخ جعفر السبحاني    جلد : 3  صفحه : 339
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست