أحمده سبحانه على سوابغ نعمه، وعواطف كرمه حمداً كثيراً، لا يعادله شيء. واُصلّي واُسلّم على أشرف رسله وخاتم أنبيائهِ ـ محمدٌ ـ نبي الرحمة وقائد الأُمّة، رسوله إلى الخلق بكتاب فيه حلاله وحرامه، ورخصه وعزائمه، وعلى عترته الذين بهم حفظت السنّة عن الضياع، وصين الدين عن التحريف والاندراس، صلاة دائمة باقية.
أمّا بعد: فإنّ استنباط الأحكام الشرعية من أدلّتها التفصيلية منية كل طالب ديني، ولا يصل إليه إلاّ ببذل الجهود، ولا ينال تلك الخلعة الإلهية إلاّ بالعمل الدؤوب، والنضال المتواصل في مجال المطالعة والدراسة.
وإذا كانت ملكة الاجتهاد بمنزلة الجبل الأشم الّذي لا يتسلقه إلاّ الأمثل فالأمثل من الأبطال، فإنّ علم اُصول الفقه بمنزلة السُلّم للصعود إلى قمّة هذا