لو قلنا بإفادة صيغة الأمر الوجوبَ وضعاً أو إطلاقاً أو لأجل حكم العقل بأنّ بعثَ المولى لا يُترك بلا جواب، فهل الأمر كذلك إذا وقع عقيب الحظر أو توهمه؟ و أمثلته متوفرة في الكتاب و السنة:
وقد نزلت الآية في أوائل الهجرة و مع ذلك نزل في السنة التاسعة قوله تعالى: (فَإِذا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَد) .[ 2 ] فالحظر في الآية المتقدّمة و الأمر في الآية التالية.
2ـ قال سبحانه: (وَ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَفِي الْمَحيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ) وقال بعد النهي : (فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ )[ 3 ] فالحظر و الأمر في آية واحدة.
3ـ وقال سبحانه: (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعامِ إِلاّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّيِ الصَّيْدِوَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ ما يُريدُ)[ 4 ] أي غير مستحلّين اصطيادَها في حال إحرامكم.
وقال في الآية الثانية: (وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَ آنُ قَوم أَنْ