غير أنّ مصاديق هذا النمط من الوسيلة لا تنحصر فيما جاء في الآية أو في تلك
الخطبة بل هي من أبرزها.
النوع الثاني: وسائل ورد ذكرها في الكتاب والسنّة الكريمة، وحثّ عليها
الرسول وتوسّل بها الصحابة والتابعون وكلّها توجب التقرّب إلى الله سبحانه،
وهذا هو الذي نطلبه في هذا الاَصل حتى يعلم أنّ الوسيلة لا تنحصر في الفرائض
والمندوبات الرائجة بل هناك وسائل للتقرّب دلّت عليها السنّة، وهي التوسّل
بالنبي الاَكرم على أشكاله المختلفة التي سنذكرها، فهذا عليّ _ عليه السلام _ يقول في ذكر
النبيّ_ صلى الله عليه وآله وسلم _
: «اللّهمّ أعل على بناء البانين بناءه، وأكرم لديك نُزُله، وشرِّف عندك
منزله وآته الوسيلة وأعطه السناء والفضيلة، واحشرنا في زمرته»[ 2 ].
فإذا وقفنا على أنّ النبيّ هوالوسيلة المقرّبة إلى الله، فتجب علينا مراجعة السنّة
لنطّلع على كيفية التوسّل به فهي تبيّن لنا تلك الكيفية. فعلى من يطلب استجابة
دعائه، أن يتوسّل إلى الله بأسباب جعلها الله سبحانه وسيلة لهذا المبتغى./p>
* * *
[1] نهج البلاغة: الخطبة 110. [2] المصدر نفسه: الخطبة 106.
نام کتاب : التوسّل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 5