responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 351

وقال («سبحانك») وذلك لاَنّ الروَية لا تنفك عن الجهة والجسمية وغيرهما من النقائص فنزّه سبحانه عنها، فطلبها نوع تصديق لها.

ومن مصاديق التفسير بالرأي ما ربّما يقال: إنّ المراد هو تنزيه اللّه وتعظيمه وإجلاله عن أن يتحمّل روَيته من كتب عليه الفناء، حتى لا يتعارض مع ما ورد من إثبات الروَية عن اللّه ورسوله في دار الآخرة، وليست الروَية من النقائص على ما يدّعيه نفاتها فهي ليست نقصاً في المخلوق بل هي كمال، وكل كمال اتّصف به المخلوق وأمكن أن يتصف به الخالق، فالخالق أولى [ 1 ].

يلاحظ عليه: بأنّه من أين وقف على اختصاص النفي بمن كتب عليه الفناء، مع إطلاق الآية ولماذا لا يجعل الموضوع لعدم تحملها، الوجود الاِمكاني القاصر المحفوظ في كلتا الدارين.

وما ذكره في آخر كلامه من أنّ كل كمال اتصف به المخلوق وأمكن أن يتصف به الخالق فالخالق أولى به صحيح من حيث الضابطة والقانون، لكنّه باطل من حيث التطبيق على المورد، فانّ ما يوصف به المخلوق على قسمين فمنه ما يكون كمالاً له ككونه عالماً قادراً حيّاً سميعاً بصيراً فاللّه أولى بأن يوصف به، ومنه ما لا يكون كمالاً له ككونه مرئيّاً للغير، فلا يوصف به سبحانه ولو افترضنا كونه كمالاً في الاَوّل فهو موجب للنقص في الثاني لاستلزامه التجسيم والتشبيه والجهة والحاجة إلى المكان، تعالى عمّـا يقول الظالمون علوّاً كبيراً.

وكان الاَولى للكاتب وأشياخه فروخ الحشوية أن لا يخوضوا في أغوار هذه المسائل التي ما شمّها ولا ولج بابها، لا هو ولا شيوخه.

إذا لم تستطع أمراً فدعه * وجاوزه إلى ما تستطيع



[1]الدكتور أحمد بن ناصر: روَية اللّه تعالى: 47 ـ 48.

نام کتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست