نام کتاب : أُصول الفقه المقارن فيما لا نصّ فيه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 45
ولأجل ذلك نرى أنّه سبحانه يعلّق إهلاك القرية على وجود المنذر ويقول: (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرية إِلاّولَها منذرون) .[ 1 ]هذا كلّه حول الآيتين الأُوليين.
والاستدلال بهما مبني على أنّه سبحانه استصوب منطق المجرمين ، وهو انّ التعذيب قبل البيان قبيح، فأرسل الرسل لإفحام المشركين ودحض حجتهم يوم القيامة، فلو كان منطقهم ـ عند عدم البيان ـ منطقاً، زائفاً كان عليه سبحانه نقض منطقهم ببيان انّ التعذيب صحيح مطلقاً مع أنّا نرى أنّه سبحانه استصوبه وأرسل الرسل لإتمام الحجّة.
2. الإضلال فرع البيان
قال سبحانه:(وَما كانَ اللّه ليُضلّ قوماً بَعْدَ إذ هَداهُم حتّى يُبيّنَ لَهُم ما يتقون إِنَّ اللّه بكُلِّ شيء عَليم) .[ 4 ]
وجه الاستدلال: انّ التعذيب من آثار الضلالة، والضلالة معلَّقة على بيان التكليف في الآية، فيكون التعذيب معلَّقاً عليه، فينتج انّه سبحانه لا يعاقب إلاّ بعد بيان ما يجب العمل أو الاعتقاد به.