نام کتاب : أُصول الفقه المقارن فيما لا نصّ فيه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 249
اللّه سبحانه بقوله: (إِنّا وَجَدْناهُ صابِراً نعْمَ الْعَبْدُ) فهذا النوع من التخفيف كان جزاءً له على صبره، وتخفيفاً عن امرأته ورحمة بها.
ولو كان هذا الحكم عامّاً لما خفي على أيوب وهو نبيّ من أنبيائه سبحانه، وسّع اللّه صدره بالعلم.
وبذلك يظهر الفرق بين المقام وتحيّل بني إسرائيل، فانّ احتيال بني إسرائيل كان لغاية سخيفة محرّمة وهي صيد الحيتان، وهذا بخلاف المقام فهو احتيال من أجل الرحمة والإنسانية وليس احتيالاً على الحقّ والإنسانية.
وحاصل الكلام: أنّه من خصائص أيّوب (عليه السلام) لا يعدوه إلى غيره وما ذلك إلاّ لكونه تخفيفاً من اللّه .
وما ربما يقال من أنّ الخصوصية لا تثبت إلاّ بدليل[ 1 ]، وإن كان صحيحاً، ولكن الدليل على الخصوصيّة هو التعليل الوارد في الآية. أعني: صبره وحسن عبوديته.