الإسلامية فهي ملتزمة بكون الرئيس فقيهاً عارفاً بالأحكام الشرعية خائفاً من اللّه لا تأخذه في إجراء الأحكام لومة لائم.
2. ولاية الفقيه والاستبداد
ربّما يقال: إنّ القول بولاية الفقيه يعادل القول باستبداد الفرد بالإدارة والحكم ورفض الرأي العام وهو أمر يتنافى مع روح المبادئ الإسلامية، حيث إنّ الإسلام يعترف بان للرأي العام دوراً بارزاً في تشكيل الحكومة، فكيف يمكن للفقيه بصفته الفردية أن ينقض ويبرم مع أنّ الإمام الحسن(عليه السلام)كتب إلى معاوية قبل نشوب الحرب بينهما: «إنّ علياً لمّا مضى لسبيله ولاّني المسلمون الأمر من بعده... فادخل فيما دخل فيه الناس».[ 1 ]
كما أنّ الإمام الصادق(عليه السلام)قد ذم مَن يجبر الناس على حكمه بالسوط والسيف، ممّا يعني أنّ الشارع المقدس لا يرضى بالحاكم الّذي يحمل نفسه على رقاب الناس قهراً ويحكمهم دون رضاهم، وذلك عندما قال له رجل: إنّه ربّما تكون بين الرجلين من أصحابنا منازعة في الشيء فيتراضيان برجل منّا؟ (أي هل فيه بأس؟) فقال الإمام(عليه السلام): «هذا ليس من ذاك... إنّما ذاك الّذي يجبر الناس على حكمه بالسيف والسوط».[ 2 ]
وهذه التعابير وأمثالها الواردة في كلمات أهل البيت(عليهم السلام)تكشف عن أنّ الاستبداد بالحكم أمر مذموم وأنّ للرأي العام دوراً واضحاً في الحكومة، ومع