الأنصار خاصمه إلى
النبي في شراج [١]من
الحرة كانا يسقيان بها النخل كلاهما ، فقال النبي للزبير : « إسق ثمّ أرسل إلى
جارك » ، فغضب الأنصاري وقال : يا رسول اللّه لئن كان ابن عمتك .... [٢]
فانّ خطاب الأنصاري للنبي كشف عن عدم
تسليمه لقضائه وإن لم يخالف عملاً ، وبذلك يعلم أنّ المراد من الجحد هو الجحد
القلبي وعدم التسليم لمقتضى البرهان لا الجحد اللفظي ، فالفراعنة أمام البيّنات
التي أتى بها موسى كانوا :
١. عالمين بنبوة موسى وهارون.
٢. غير مسلِّمين قلباً ، مستكبرين
جناناً.
وممّا يؤيّد إمكان فصل الإيمان عن العلم
، هو انّ الإنسان العادي يخاف من الإنسان الميت ، ولكن الغسال يتعامل معه معاملة
الإنسان العادي ، فالإنسان العادي ، عالم بأنّ الميت لا يضر ولكنه ليس بمؤمن بخلاف
الغسال ، فظهر بذلك انّ للنزاع معنى معقول.
وأمّا حكمها فهناك احتمالات :
الف. التسليم القلبي والانقياد الجناني
لكلّ ما جاء به النبي في مجال العقيدة والشريعة ، فلا شكّ انّه محقّق الإيمان ومن
أركانه.
ب. الانقياد والتسليم القلبي في القربيات
والتعبديات عند الإتيان بها فهذا أيضاً لا غبار في وجوبه ، لعدم تمشي القربة ، مع
عدم الانقياد والالتزام بأنّه حكم اللّه سبحانه في الواقعة.
[١] مسيل الماء من
الحرّة إلى السهل ، و « الحرّة » : الأرض ذات الحجارة.