المعلم وهو ليس سائقاً، بل السائق هو من مارس السياقة مدّة طويلة.

فالاجتهاد ملكة تحصل بممارسة أعمال كثيرة طول العمر حتى تترسخ فيه القدرة على استنباط الأحكام من الأدلّة الاجتهادية.

نعم يرد على تعريفه ما ذكرنا من أنّ الغاية في الاجتهاد لا تنحصر بطلب الحكم الشرعي، بل يعمّ طلب تحصيل الوظيفة كما في مواضع الأُصول العملية.

ثمّ إنّ المحقّق الخراساني أشار إلى أنّ النزاع بين الأخباري والأُصولي في الاجتهاد بهذا المعنى أمر لفظي، فالكلّ يرجع إلى المصادر ويبلغ ما فهمه إلى العامّي، سواء أكان عمله متّسماً بالاجتهاد أو لا، فالاجتهاد بهذا المعنى مشترك بين الطائفتين، نعم يختلفان في حجّية بعض المصادر كالعقل والإجماع، فالأخباري ينفي حجّيتها والأُصولي يثبتها.

تقسيم الاجتهاد

يقسم الاجتهاد إلى: مطلق، وتجزّي. أمّا الأوّل فهو عبارة عمّا يقتدر به على استنباط الأحكام الفعلية من أمارة معتبرة أو أصل معتبر عقلاً أو نقلاً في الموارد التي لم نظفر فيها بالأمارة.

والتجزّي عبارة عمّا يقتدر به على استنباط بعض الأحكام.

ثمّ إنّه لا إشكال في إمكان المطلق بمعنى وجود الملكة على استنباط الجميع وحصوله للأعلام.

فإن قلت: كيف يكون متحقّقاً مع أنّا نرى أنّ قسماً كبيراً من