نعم قام أصحاب الكتب الأربعة بتهذيب كتبهم من كثير ممّا يعلو عليه الغلو.

4. النقل بالمعنى

إنّ الرواة كانوا على قسمين: قسم منهم كانوا ملتزمين بنقل المسموع عن المعصوم(عليه السلام)بلفظه وصيغته، من دون تصرّف فيه بشيء.

وكان هذا الالتزام جارياً في الخطب أكثر من غيرها، لأنّ في الخطب ـ وراء المعاني ـ جزالة الألفاظ وحسن المعاني، وهؤلاء هم الذين كانوا يحملون القلم والدواة فيكتبون ما يسمعون،ويدلّ على ذلك رواية زرارة، حيث دخل على أبي عبد الله(عليه السلام) فقال: إنّكم قلتم لنا في الظهر والعصر على ذراع وذراعين ثم قلتم: أبردوا بها في الصيف فكيف الإبراد؟ وفتح ألواحه ليكتب ما يقول....[1]

والألواح هي الصحائف التي يكتب فيها.

وأمّا القسم الآخر من الرواة فكانوا يسمعون الروايات ويحدّثونها غيرهم طبقاً لما تساعدهم ذاكرتهم فربما يكون المنقول نفس المسموع أو معناه، وربما يكون ذلك مصدراً للخلاف لعدم الضبط الكامل، مثلاً قال الإمام: الطلاق قبل الدخول منصف، فزعم أنّه قال الموت قبله منصف.

ويشهد على ذلك ما رواه منصور بن حازم يقول: قلت لأبي عبد الله(عليه السلام)رجل تزوّج امرأة وسمّى لها صداقاً، ثم مات عنها ولم يدخل بها؟ قال: «لها