responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 3  صفحه : 68

بما علم، بخلاف الغسّال فإنّه ربّما يعانقه بلا خوف ولا وجل، لأنّ علمه تبدّل إلى الايمان بأنّه غير مضر. وللمحقّق الأصفهاني كلام في المقام ربّما يوضح ما ذكرنا، قال:

الإنسان كثيراً ما يعلم بأهلية المنصوب من قبل من له النصب، لكنّه لا ينقاد له قلبه ولا يقرّ به باطناً، وإن كان في مقام العمل يتحرّك بحركته خوفاً من سوطه وسطوته، وهكذا كان حال كثير من الكفّار بالنسبة إلى نبيّنا، حيث إنّهم كانوا عالمين بحقيقته كما نطق به القرآن، ومع ذلك لم يكونوا منقادين له قلباً ولا مقرّين باطناً، ولو كان ملاك الإيمان الحقيقي نفس العلم التصديقي لزم أن يكونوا له مؤمنين حقيقة.[1]

والذي يدلّ على أنّ بين العلم والتسليم مرحلة أو مراحل قوله سبحانه:(فَلا وَربِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا في أَنْفُسِهِمْ حَرجاً مِمّا قضيتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) .[2] قيل: نزلت في الزبير ورجل من الأنصار خاصمه إلى النبي في شراج[3] من الحرة كانا يسقيان بها النخل كلاهما، فقال النبي للزبير:« إسق ثمّ أرسل إلى جارك»، فغضب الأنصاري وقال: يا رسول اللّه لئن كان ابن عمّتك....[4]

فإنّ خطاب الأنصاري للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)كشف عن عدم تسليمه لقضائه وإن


[1] نهاية الدراية:2/26.

[2] النساء:65.
[3] مسيل الماء من الحرّة إلى السهل ، و«الحرّة»: الأرض ذات الحجارة.
[4] مجمع البيان:2/69.
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 3  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست