responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 3  صفحه : 369

فَهَدَى)[1]، وقال سبحانه: (وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى)[2]، إلى غير ذلك من الآيات .

2. الهداية الخاصّة: وهي تختصّ بمن يستضيء بالهداية الأُولى، وعند ذلك تشمله الألطاف الإلهية الخفيّة الّتي يعبر عنها بالإيصال إلى المطلوب، أو الهداية الثانية.

وإلى هذا النوع من الهداية يشير سبحانه وتعالى ويقول: ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)[3]، فقوله: ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا) إشارة إلى مَن استضاء بالهداية الأُولى، كما أنّ قوله: (زَادَهُمْ هُدًى) إشارة إلى الهداية الثانية، ونظيرها قوله سبحانه: (وَ الَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)[4]، هذا كلّه حول الهدايتين.

وأمّا الضلالة فلا يتصوّر في حقّه سبحانه إلاّ قسم واحد، إذ الضلالة المقابلة للهداية بالمعنى الأوّل منتفية في حقّه سبحانه بما مرّ من تعلّق مشيئته بهداية الجميع بلا استثناء، فلم يبق هنا ما يتصور إلاّ الضلالة في مقابل الهداية الثانية، فيكون المراد أنّ من استضاء بالهداية الأُولى شملته الهداية الثانية، وأمّا من ترك الاستضاءة بالهداية الأُولى فيفقد الصلاحية لإفاضة الهداية الثانية، فيكون المراد من الإضلال قبض الهداية وقطع الألطاف الإلهية وترك العبد على حاله، فيكون مصيره مصير المنافقين والكفّار والملحدين .


[1] الأعلى: 3 . 2 . فصلت: 17 .

[3] محمد: 17 .
[4] العنكبوت: 69 .
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 3  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست