responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 3  صفحه : 174

وثانياً: كيف يمكن أن يكون المراد كلّ الأُمّة مع أنّ بينهم من لا تقبل شهادته على صاع من تمر. قال الإمام الصادق (عليه السلام)في تفسير الآية: «فإن ظننت أنّ الله عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحّدين، أفترى أنّ من لا تجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر تطلب شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرة جميع الأُمم الماضية» .[1]

فإن قلت: إذا كان المراد من الأُمّة قسم منهم فكيف ينسب الحكم إلى الجميع؟

قلنا: هذا النوع من النسبة أمر رائج بين المسلمين: قال سبحانه: (وَ إِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَ جَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَ آتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ)[2]، حيث وصف بني إسرائيل عامّة بكونهم ملوكاً مع أنّ هذا الوصف لعدة قليلة منهم كداود وسليمان، وبذلك يعلم أنّ الشهادة بما أنّها شهادة على الظاهر والباطن فهي رهن وجود العين البرزخية في الإنسان حتّى يطّلع على مكامن الناس وبواطنهم، وهذا لا يكون إلاّ في القليل منهم.

وثالثاً: يحتمل أن يكون المراد من الوسط شيء آخر وهو أنّ الأُمّة الإسلامية أُمّة وسط بين اليهودية المفرطة في حق الأنبياء حيث كانوا يقتلونهم، والنصرانية حيث كانوا يغالون في حقّهم.


[1] تفسير البرهان: 1 / 160 .

[2] المائدة: 20 .
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 3  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست