responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 353

بالسجود لآدم، كما قال سبحانه: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ)[1] وقد كان النبي آدم (عليه السلام)مسجوداً له بشهادة قوله: (اسْجُدُوا)له، لا قبلة ولا مسجوداً عليه كالتربة.

إنّ النبي يعقوب (عليه السلام)وأولاده جميعاً سجدوا ليوسف لمّا التقوا به كما قال سبحانه: (وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّدًا)[2] وهذا يدلّ على أنّ كون الركوع والسجود من العبادات إنّما هو بالجعل والاعتبار على نحو يمكن أن يتغير الوضع ويصير الركوع أمام الرئيس يوماً أهانة له.

الرابع: ما هو حدّ العبادة؟

اغترّ بعض الناس في حدّ العبادة بما ذكره أهل اللغة من أنّها بمعنى الخضوع والخشوع، ولو صحّ ذلك لما وجد على أديم الأرض موحّدٌ فإنّ الأولاد يخضعون لوالديهم وقد أمرهم سبحانه بذلك وقال: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)[3]، والتلميذ يخضع أمام المعلم والجندي أمام الضابط، كلّ ذلك يدلّ على أنّ العبادة ليست مجرد الخضوع والخشوع بل تتمتع بعنصرين :

أ. الخضوع بالجوارح من غير فرق بين الرأس واليد وغيرهما.

ب. كون الخضوع نابعاً من الاعتقاد بالوهية المخضوع له أو ربوبيته،


[1] البقرة: 34 .

[2] يوسف: 100 .

[3] الإسراء: 24 .
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست