responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعائر الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 344

كَظِيمٌ» ومن ثمّ، أعطى يوسف عليه السلام، قميصه لأخوته كي يسلّموه لأبيهم ليرتدّ بصيراً .. فهذا فعلُ نبيٍّ مقرّر من الشريعة الإسلاميّة .. وليس فعلًا منسوخاً، بل فعلٌ مقرَّر عُدّ قدوة لنا، كما قال تعالى في ذيل سورة يوسف: «لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَ لكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَ تَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» [1] .. ومن ثمّ استشهد به السجّاد عليه السلام ..

وهذا الشاهد مطابق تقريباً لنفس الفرض الذي نريد الوصول له، وهو أنّ البكاء نوع من الفضيلة ..

نفس بكاء يعقوب على يوسف فيه تدليل على عظمة النبوّة في خصوص يوسف .. وعظمة النبوّة بصورة عامّة، وليكون نوعاً من التنبيه والإشارة للأسباط من بني يعقوب على مقام النبوّة .. ثمّ لينتشر في نسل بني إسرائيل ..

فإلقاء النبيّ يعقوب نفسه في معرضيّة التلف، أو تعريضه لأشرف وأكرم عضو من أعضاء الإنسان- وهو العين- للتلف أوضح دليل على المطلوب ..

ونظيره ما ذكرناه عن النبيّ شعيب مُسنَداً في كتاب علل الشرائع [2]، أنّه بكى من خشية اللَّه فعميت عينه، ثمّ ردّ اللَّه عليه بصره، ثمّ بكى من خشية اللَّه، فعميت، ثمّ ردّ اللَّه عليه بصره .. (مع التسليم بأنّ البكاء الشديد هو في معرضيّة العمى للعين) وهذا فعل نبيّ من أنبياء اللَّه عزّ وجلّ ..

ونظير ذلك منقول عن أبي ذر .. أنّ أباذر عمي في آخر حياته لطول سجوده ..

وهذا الفعل قد أُثِرَ أيضاً في ترجمة عديد من الأصحاب في عهد الأئمّة عليهم السلام أو


[1] يوسف: 111.

[2] علل الشرايع 1: 74.

نام کتاب : الشعائر الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست