responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعائر الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 324

أن تخفّ الطاقة المحرّكة نحو ذلك المفقود ..

وأما كونه سلاحاً ضدّ النفس فهذا غير صحيح .. نعم من يبكي بداعي الاعتراض على أمر اللَّه سبحانه- لا سمح اللَّه- ويجزع وييأس من روح اللَّه ولا يسلّم بما يُكتب له في حياته، فهذا نوع من الجَزع الممقوت، ونوع من الانكسار والانهيار، وهذا خُلف الفرض الذي نفرضه في البكاء على الحسين عليه السلام ..

حيث إنّ في البكاء على سيّد الشهداء عليه السلام نوع من الانجذاب والتشوّق للفضائل والكمالات، ليس فيه نوع من اليأس، أو الحرمان أو التشاؤم .. وفي الروايات بيان ترتّب الفضل والثواب على هذه الظاهرة .. مثل:

«إذا اصبتم بمصاب ميّت، فاذكروا مصابكم لفقدكم لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، لم يصب أحد بشيء بأعظم ممّا أصيب بحرمانه بفقدان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم» [1]

.. فالروايات تؤكّد: أنّك إذا أُصِبتَ بمصيبة عليك أن توظّف هذه الطاقة العاطفيّة في الإنجذاب إليه صلى الله عليه و آله و سلم وإليهم عليهم السلام، فتنتشِل نفسك من الحسرة ..

فالذي يصاب بمصاب ما، ثمّ يعقد مجلساً لندبة مصاب سيّد الشهداء عليه السلام ويبكي يُثاب على ذلك .. لأنّه قد نقل نفسه من حالة انهياريّة يائسة إلى حالة مِلؤها العمل، وملؤها الإنجذاب إلى الفضائل والنفرة من الرذائل .. بل قد انتشل نفسه من مسير خاطئ إلى مسير سليم ..

هذا هو الفرق الدقيق بين الحالتَين: البكاء الممدوح للحصول على الفضائل والنفرة من الرذائل وهو فعلٌ كمالي .. أمّا البكاء على الرذائل فهو مذموم، يعني لو بكى المرء لأجل خسارة ماليّة، بكاءً شديداً .. وإذا تحوّل البكاء إلى نحو من


[1] الوسائل، كتاب الجنائز، أبواب التعزية على الميت.

نام کتاب : الشعائر الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست