responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعائر الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 313

والاجتماع والفلسفة بأنّ الفطرة الإنسانيّة السليمة التي هي باقية على حالها لابدّ لها من التأثّر والتفاعل .. أمّا التي لاتتأثر بالأمور المحرِّكة للعاطفة تكون ممسوخة، إذ فيها جناح واحد فقط وهو جناح الإدراك .. أما جناح العَمل فإنّه منعدم فيها ..

كما هو الفرق بين المجتمعات الغربيّة والمجتمعات الشرقيّة ..

فعلى عكس زعم المعترض، تكون هذه حالة صحيحة وسليمة وليست حالة مَرَضيّة، ولا حالة عُقَد .. بل ذكرنا أنّ العُقَد إنّما تجتمع فيمن لا يكون له متنفّس للإنفعال .. يعني أنّ الذي لا ينفعل، والذي لا يظهر انفعاله أزاء المعلومات الحقيقيّة التي تصيبه والذي يكبت ردود الفعل الطبيعيّة للحوادث سوف تتكدّس عنده الصدمات إلى أن تصبح عُقد وتناقضات، وإلى أن تنفجر يوماً ما .. وربّما تظهر لديه حالات شاذة من قبيل سوء الظنّ بالآخرين أو اتّخاذ موقف العداء لجميع من حوله ..

والشخصيّات المعروفة في المجتمعات البشريّة، بعد استقراء أحوالهم وأطوارهم نجدها تتمتّع بهذه الصفة الأساسيّة في النفس .. فالذي لا يبدي العواطف الإنسانيّة الصادقة، ولا تظهر أشكالها عليه، سوف يجتمع في خفايا نفسه ركام من الحقد وأكوام من العقد .. حيث إنّ الإنسان لا يخلو من جانب العاطفة؛ والإستجابة للعاطفة أمرٌ ثابت ناشئ ومتولّد عن الظاهرة العمليّة والوجدانيّة والضميريّة من الإدراك الحقيقيّ ..

فإذا لم تحصل هذه الاستجابة فلابدّ من وجود اختلال في توازن الإنسان ..

لذلك نجد أنّ المنطق القرآنيّ والإرشادات من السنّة النبويّة الشريفة والسيرة العلويّة الكريمة كلّها تقرّر هذه الموازنة والتعادل بين جميع قوى النفس دون أن

نام کتاب : الشعائر الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست