responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 335

عدم الرضوخ للإرهاب

لقد أعطانا الإمام الحسين عليه السلام درساً في الصمود في ميدان المطالبة بالحقّ مهما بلغ بطش الطغاة، قال عليه السلام:

«ألا و إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة و الذلة، و هيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك و رسوله»

[1]، فبالرغم من أنّ الطاغية قد جعل له خيارين لا ثالث لهما، وهما: إمّا الخضوع والذلّ والاستسلام، وإمّا القتال والاستشهاد، فاختار الإمام عليه السلام المنازلة والقتال وإن لم يبتدء بها، ورفض الخضوع أمام القوّة والتهديد، وهذا هو الدرس المستفاد من عاشوراء، حيث علّمنا على عدم الاستسلام لبغي وبطش الدول الكبرى على حساب المبادئ والقيم، والالتزام بالخط الإلهي العظيم.

وحينئذٍ تكون مجابهة القوّة بالقوّة مجابهة مشروعة، ولكن تبقى مع الالتزام بكلّ الضوابط والحدود الشرعيّة، ولهذا كان الإمام الحسين عليه السلام له حدود لا يخرج عنها، وموازين لا يتعدّاها، وهي الموازين الشرعيّة الإسلاميّة. فلم يكن منهاجه أنّ الغاية تبرّر الوسيلة، بل سنّ لنا سنّة هي أنّ الغاية تحدّد الوسيلة، فلم يبدأ بالعنف رغم طغيان خصمه وجبروته وغاشميّته ولم يقطع لغة الحوار وبعدما بدأ خصمه بالبطش واجهه بالصمود والثبات الراسخ الذي أحبط وخيّب مكيدة الخصم وكشف ادّعائه الجاهلي لدى المسلمين.

تطابق المواقف بين النبيّ صلى الله عليه و آله والإمام الحسين عليه السلام

لقد كان أصحاب الحسين في ليلة عاشوراء مستعدّين لتلك المواجهة الصعبة التي


[1] بحار الأنوار: 45/ 83، 37- باب ما جرى عليه بعد بيعة النّاس ليزيد إلى شهادته، الحديث 10.

نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست