responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 179

اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [1]، فلو دقّقنا النظر في هذه الآيات نجد أنّ القرآن الكريم قد قيّد الإصلاح بين الفئتين المتناحرتين بالعدل؟ وهو يعني إنهاء القتال والمواجهة العسكريّة والتراضي، ولكن لا عن طريق الضغط العسكري أو الضغط الإعلامي، بل عن طريق الإصلاح بينهما، وكذلك القرآن لم يدعُ إلى الصلح بأي طريقة كانت، وإنّما دعا إلى الصلح القائم على العدل والقسط. وهذا الإصلاح يمكن تطبيقه على جميع بقاع الأرض، بل حتّى بين الأديان والمعتقدات ليصبح عولمة العدل بين النّاس.

العولمة في مرحلة التطبيق الإسلامي

من المهمّ جدّاً قراءة التاريخ قراءة صحيحة، وخصوصاً السيرة النبويّة المشرقة لتتّضح الحقائق بصورة جليّة للعيان، وبالأخصّ ما يتعلّق بموضوع العولمة وبداية نشوئها في المجتمع الإسلامي، فنجد أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله في السنة الثالثة من الهجرة قد دعا المقوقس ملك القبط، وهرقل ملك الروم، وكسرى ملك الفرس، والنجاشي ملك الحبشة إلى الإسلام، وكان خطاب النبيّ صلى الله عليه و آله لهم بهذا الشكل [2]: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من محمّد رسول اللَّه إلى هرقل عظيم الروم- مثلًا- أسلم تسلم، إني أدعوك إلى عبادة اللَّه بدلًا من عبادة العبيد، وإلى ولاية اللَّه بدلًا من ولاية البشر»، وذكر النبيّ في رسالته إلى هرقل والمقوقس قوله تعالى: (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَ لا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).

فهذه هي العولمة أو العالميّة الإسلاميّة التي خاطب بها النبيّ صلى الله عليه و آله الامم الاخرى،


[1] سورة الحجرات: الآية 9.

[2] بحار الأنوار: 20/ 386، باب 21- مراسلاته صلى الله عليه و آله إلى ملوك العجم والروم وغيرهم، الحديث 8، باختلاف يسير.

نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست