نام کتاب : الصحابة بين العدالة و العصمة نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 57
اللَّه وإلى اللَّه ورسوله كما أشارت إلى ذلك الآيات المتقدّمة
وكقوله تعالى «وَ مَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ
مُراغَماً كَثِيراً وَ سَعَةً»[1]، وقوله
تعالى «وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا
أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً»[2]،
وقوله تعالى «فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَ قالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي
إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»[3]
وقد اقترن ذكر عنوان الهجرة كثيراً في الآيات [4]
مع الجهاد في سبيل اللَّه ومع الإيمان أو مع الأذية في سبيل اللَّه والقتل في
سبيله أو مع الصبر، وقد وردت الأحاديث النبويّة في تفسير الهجرة الشرعية بذلك.
فالهجرة عند الاطلاق بذلك المعنى كما هو الحال في مقام الثناء
والمديح لها كفعل عبادي من الطاعات والقربات العظيمة، بخلاف ما إذا قيّد الاستعمال
بقيد معين، كترتيب أحكام خاصّة من قبيل حلّ المناكحة وحرمة الدم والمال ونحوها،
ولذلك ترى في قوله تعالى «إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ
مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ
عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ»[5] أنّه لم يكتفى بالهجرة الظاهرية من دون التحقّق من حصول الهجرة
الواقعية الحقيقية، التي هي مقيّدة بالإيمان القلبي وكونها في اللَّه وفي سبيل
اللَّه وإلى اللَّه ورسوله، وكذلك الحال في الاستعمال الآي القرآني، قال تعالى
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ
نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ كَفَرَتْ
طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا
ظاهِرِينَ»[6]، و قال تعالى
«فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ
الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»[7]،
وقال «وَ الَّذِينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ
أَوْلِياءُ