responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحابة بين العدالة و العصمة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 483

والمدح لخُلُقه (صلى الله عليه وآله وسلم)؛: وَ إِنَّكَ لَعَلى‌ خُلُقٍ عَظِيمٍ‌ [1].

وأنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) أُرسل رحمةً للعالمين: وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ‌ [2].

وأنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يعمل ولا ينطق إلّا عن وحي، إمّا تسديدي، أو تأييدي، أو توفيقي، أو تكليمي، أو إيحائي، أو غيرها من طرق وأنواع الوحي.

وأنّ الأُمّة لا يمكنها أن تستغني عن استغفاره وشفاعته (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ فالله تعالى لا يغفر لهذه الأُمّة ذنباً إلّا بالتوسّل بالنبيّ والالتجاء إليه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإلّا بعد شفاعته؛ قال تعالى: وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً [3].

فاشترط سبحانه مجيئهم للنبيّ أوّلًا، وهو توسّلهم به، ثمّ استغفارهم، وهو ندمهم، وليس ذلك بمجرّده توبة، بل لا بدّ من استغفار الرسول لهم، وهو شفاعته (صلى الله عليه وآله وسلم) لأُمّته؛ كي يتوب الباري تعالى على هذه الأُمّة.

وقد تقدّم دلالة: وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‌ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى‌ [4] على أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كتلة ملؤها الوحي سيرةً وقولًا وفعلًا وتقريراً: إِنْ هُوَ: أي بتمام وجوده، والضمير عائد إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بمقتضى السياق والجمل.

وأنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) سيّد الأنبياء؛ إذ لم يُبعث نبيّاً منهم بالنبوّة إلّا بعد أخذ الميثاق عليه بالإقرار بنبوّة سيّد الأنبياء، والالتزام بنصرته، وغلّظ على الأنبياء الإصر بالوفاء بهذا الالتزام: وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلى‌ ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ‌ [5] ..

وغيرها من المقامات العظيمة.

فمع كلّ هذا؛ كيف تمنّيهم عقولهم وأنفسهم أن يحكّموا أفهامهم الظنّية


[1] سورة القلم 4: 68.

[2] سورة الأنبياء 107: 21.

[3] سورة النساء 64: 4.

[4] سورة النجم 3: 53، 4.

[5] سورة آل عمران 81: 3.

نام کتاب : الصحابة بين العدالة و العصمة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 483
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست