responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحابة بين العدالة و العصمة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 219

عند رجوعه من تبوك، وهم خمسة عشر تعاهدوا أن يدفعوه عن راحلته إلى‌ الوادي إذا تسنّم العقبة بالليل، وكان عمّار بن ياسر آخذاً بالخطام على‌ راحلته وحذيفة خلفها يسوقها، فسمع حذيفة وقع أخفاف الإبل وقعقعة السلاح، فالتفت فإذا قوم متلثّمون، فقال: إليكم إليكم يا أعداء اللَّه، فهربوا.

و الظاهر أنّهم لمّا اجتمعوا لذلك الغرض، فقد طعنوا في نبوّته ونسبوه إلى‌ الكذب والتصنع في إدّعاء الرسالة، وذلك هو قول كلمة الكفر. وهذا القول اختيار الزجّاج».

فأمّا قوله: «وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ»، فلقائل أن يقول: إنّهم أسلموا، فكيف يليق بهم هذا الكلام؟! والجواب من وجهين:

الأوّل: المراد من الإسلام: الذي هو نقيض الحرب؛ لأنّهم لمّا نافقوا، فقد أظهروا الإسلام، وجنحوا إليه، فإذا جاهروا بالحرب، وجب حربهم.

و الثاني: أنّهم أظهروا الكفر بعد أن أظهروا الإسلام.

و أمّا قوله: «وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا»، المراد: إطباقهم على‌ الفتك بالرسول، واللَّه تعالى‌ أخبر الرسول عليه السلام بذلك حتّى‌ احترز عنهم، ولم يصلوا إلى‌ مقصودهم.- إلى‌ أن قال في ذيل الآيات الثلاث التي تتلو الآية المزبورة-:

اعلم أنّ هذه السورة أكثرها في شرح أحوال المنافقين، ولا شكّ أنّهم أقسام وأصناف، فلهذا السبب يذكرهم على‌ التفصيل‌ [1].

أقول: قد مرّ بنا في ما سبق أنّ سورة التوبة (البرائة) سمّيت: «الفاضحة».

فعن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عبّاس: سورة التوبة؟

فقال: التوبة؟! بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل: «ومنهم ..» حتّى‌ ظننّا أن لن‌


[1] . التفسير الكبير- للرازي- 16/ 136- 138.

نام کتاب : الصحابة بين العدالة و العصمة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست