responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوى السفارة في الغيبة الكبرى نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 139

ومنهم من ألقي في النار فكانت برداً وسلاماً.

ومنهم من أخرج من الحجر الصلد ناقة وأجرى من ضرعها لبناً.

ومنهم من فلق له البحر وفجر له من الحجر العيون، وجعل له العصا اليابسة ثعباناً تلقف ما يأفكون.

ومنهم من أبرأ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله، وأنبأهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم.

ومنهم من انشق له القمر، وكلّمته البهائم مثل البعير والذئب، وغير ذلك.

فلمّا أتوا بمثل ذلك وعجز الخلق عن أمرهم، وعن أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله (عزوجل) ولطفه وحكمته أن جعل أنبياءه (عليهم السلام) مع هذه القدرة والمعجزة في حالة غالبين وأخرى مغلوبين وفي حال قاهرين وفي أخرى مقهورين، ولو جعلهم الله (عزوجل) في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لاتخذهم الناس آلهة من دون الله (عزوجل)، ولما عرف فضل صبرهم على البلاء والمحن والاختبار.

ولكنه (عزوجل) جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم، ليكونوا في حال المحنة والبلاء صابرين، وفي حال العافية والظهور على الأعداء شاكرين، ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين غير شامخين ولا متجبرين.

وليعلم العباد أن لهم (عليهم السلام) إلهاً هو خالقهم ومدبّرهم فيعبدوه ويطيعوا رسله، وتكون حجة الله ثابتة على من تجاوز الحدّ فيهم وادّعى لهم الربوبية، أو عاند أو خالف وعصى وجحد بما أتت به الرسل والأنبياء (عليهم السلام)، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ [1].


[1] الأنفال: 42.

نام کتاب : دعوى السفارة في الغيبة الكبرى نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست