responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 9

إلى‌ معانقة هذه التيارات المتعاقبة (المتداخلة والمتضادة أيضاً)، مع أنّها (غريبة) تماماً على‌ المناخ العربي والإسلامي!

إلّا أنّ (نزعة التغريب) التي تطبّع عليها هؤلاء الأفراد تفسّر لنا تبنّيهم الفكر الغربي، وتخلّيهم عن قيم الوحي ومبادئ الإسلام العليا ..

ولكن الأسى‌ الأشدّ مرارة أن نلحظ (الإسلاميين) بدورهم، قد بهرَتهم زينة الحياة المنعزلة عن السماء في المناخ الأُوربي، فهرعوا بدورهم إلى‌ محاورة (الانحراف) المذكور، وبدأوا ينشرون دراساتهم التفكيكيّة والتشكيكيّة حول مختلف ضروب المعرفة، وفي مقدّمتها التعامل مع النصّ القرآني الكريم، بدءاً بالوحي، وانتهاءً ب (التفسير بالرأي)، بحسب ما تلقّوه من التيار الأُوربي الذي أطلق العنان لمفهوم (القراءة) أو السلطة للقارئ يعبث ما يشاء بدوال النصّ، حافراً ومنقبّاً ومهدّماً، تقليداً لأسياده المنعزلين عن السماء ومبادئها ..

وإذا أضفنا- أخيراً- إلى‌ ما تقدّم، ظاهرة (العولمة) في سنواتنا المعاصرة، وما تستهدفه من السيطرة على‌ الإيديولوجيات جميعاً؛ حينئذٍ نجد أنّ الضرورة الإسلامية تفرض علينا أن نتّجه إلى‌ (تأصيل) ما هو ضرورة في حياتنا المعاصرة، ومن ثمّ (الردّ) على‌ الانحرافات المذكورة ..

بصفة أنّ التزامنا بمبادئ الدين، وإدركنا لمهمّة خلافة الإنسان، أي إدراكنا للوظيفة التي أوكلها اللّه تعالى‌ إلينا، وهي مقولة: «وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» [1]، أولئك جميعاً تفرض علينا:

أوّلًا: أن نتعامل مع الظواهر وفقاً لما يفرضه القانون العقلي ويتلاءم مع التصوّر الإسلامي حيالها، وفي مقدمة ذلك (اليقين المعرفي)، وليس (التشكيك).


[1] الذاريات 51 56.

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست