responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 394

«وأمّا بعد، فلا تطوّلنّ احتجابك عن رعيّتك، فإنّ احتجاب الولاة عن الرعية شعبة من الضّيق، وقلّة علم بالأُمور، والاحتجاب منهم يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه، فيصغر عندهم الكبير، ويعظم الصغير، ويقبح الحسن، ويحسن القبيح، ويشاب الحقُ بالباطل، وإنّما الوالي بشر لا يعرف ما توارى عنه الناس به من الأُمور، وليست على الحق سمات تُعرَف بها ضروب الصدق من الكذب، وإنّما أنت أحد رجلين: إمّا امرو سخت نفسك بالبذل في الحق، ففيم احتجابك من واجب حق تعطيه، أو فعل كريم تسديه، أو مبتلى بالمنع، فما أسرع كفّ الناس عن مسألتك إذا أيسوا من بذلك، مع أنّ أكثر حاجات الناس إليك ممّا لا مؤونة فيه عليك، من شكاة مظلمة، أو طلب إنصاف في المعاملة»، وهذه الشفافية المطلوبة التي تنادي بها البشرية المتمدّنة نادى بها أمير المؤمنين عليه السلام قبل أربعة عشر قرناً، ولكن يجب أن لا تتلوّث الشفافية بدجل الإقطاع.

المحور الرابع: ضمانة السلم الدولي والوفاء بالعهد

ويقول عليه السلام في عهده لمالك الأشتر: «وإن عقدت بينك وبين عدوّك عقدة، أو ألبسته منك ذمّة فحط عهدك بالوفاء، وارع ذمّتك بالأمانة، واجعل نفسك جُنّة دون ما أعطيت، فإنّه ليس من فرائض اللَّه شي‌ءٌ، الناس أشدّ عليه اجتماعاً، مع تفرّق أهوائهم، وتشتّت آرائهم، من تعظيم الوفاء بالعهود، وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استوبلوا من عواقب الغدر، فلا تغدرنّ بذمّتك، ولا تخيسنّ بعهدك، ولا تختلنّ عدوّك، فإنّه لا يجترى‌ءُ على اللَّه إلّاجاهلٌ شقي، وقد جعل اللَّه عهده وذمّته أمناً أفضاه بين العباد برحمته، وحريماً يسكنون إلى مَنَعَتِه، ويستفيضون إلى جواره، فلا إدغالَ ولا مدالسة ولاخداع فيه، ولا تعقد عقداً تُجوّز فيه العلل، ولا تعوّلنّ على لحن قول بعد التأكيد والتوثقة، ولا يدعونّك ضيق‌

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست