نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 386
الشريف)، والحال أنّ الأُمّة لم تجمع على كلّ شيء، فكيف يكون
الإجماع هو المعصوم؟ وفي مسألة الإمامة لم تجمع الأُمّة، وهناك كثير من الأُمور لا
يتحقق فيها الإجماع، في حين أنّ هذا الشهيد هو شهيد على كلّ شيء، فهذا الجواب
جواب ضعيف يريد به الرازي أن يسترضي به رأي العامّة واللَّه أعلم بنيّته، وكأنّه
يريد أن يستغفل القارىء؛ لكي لا يقرّ بوجود المعصوم المهدي من آل محمّد صلى الله
عليه و آله.
الرسول صلى الله عليه و آله هو شاهد على الشهداء
الرسول صلى الله عليه و آله هو شاهد على الشهداء من المعصومين؛ لأنّ
مقامه أعلى، وملف الشهادة على الأعمال في القرآن الكريم ملف حافل، ومن الواضح فيه
أنّ أئمة أهل البيت عليهم السلام يشار إليهم في آخر آية من سورة الحجّ:
«وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ
عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ
سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً
عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا
الزَّكاةَ وَ اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَ
نِعْمَ النَّصِيرُ»[1]، يعني: أيّها المخاطبون
بالاجتباء والاصطفاء أنتم من نسل إبراهيم، وليس عموماً الأُمّة الإسلامية.
أوصاف في القرآن الكريم لا تنطبق إلّاعلى أهل البيت عليهم السلام
هناك ثلّة خاصّة انحدرت من نسل إبراهيم، قال تعالى:
«رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً
لَكَ وَ أَرِنا مَناسِكَنا وَ تُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ
الرَّحِيمُ»[2]، وهي تلك الذرية المسلمة التي لا تكفر باللَّه
طرفة عين أبداً، وبعد ذكر علي عليه السلام يقول بعض أصحاب المذاهب الإسلامية: كرم
اللَّه وجهه؛ لأنّه لم يكفر باللَّه، وقال