نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 380
فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ* أَمْراً مِنْ عِنْدِنا
إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ* رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»[1]، يفرق، أي: يبرمج. ويدبّر، الكتاب المبين ليس وصفاً للمصحف الشريف
والقرآن الكريم بل الكتاب المبين وصف لوجود ملكوتي علوي، وفي آية أُخرى
«وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ»[2]، وهذا ليس المصحف حتّى يقول القائل حسبنا كتاب اللَّه
[3]، وقال تعالى: «وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي
الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما
فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ»[4]، الكتاب المذكور ليس المصحف الشريف والقرآن الكريم، وإنّما هو
الكتاب المبين، وفي سورة الواقعة: «إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ*
فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ* لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ»[5]،
فلا يصل إليه الفقيه ولا المرجع ولا السياسي وقوله
«كَرِيمٌ» وصف للقرآن في وجوده الملكوتي، وهذه الآية من سورة الواقعة تتحدّث
عن الثقلين، وفي سورة البروج: «بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ*
فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ»[6]، ولوح محفوظ نفس وحقيقة
كتاب الكريم، وقال تعالى: «وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ
الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ
ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ
الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ»[7].
ليلة القدر برهان على تصدّي المهدي (عجّل اللّه فرجه الشريف)
وليلة القدر نفسها برهان على أنّ المهدي عجل اللَّه فرجه الشريف هو
المتصدّي