responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 360

المعارف، حيث أمر اللَّه بالعدل بحيث يكون المجتمع كتلة واحدة تتعاضد فيما بينها، والعدل أعم نفعاً من الإحسان، فقد سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن أفضلية العدل أو الجود؟ قال: «العدل يضع الأُمور مواضعها، والجود يخرجها من جهتها، والعدل سائس عامّ، والجود عارض خاصّ، فالعدل أشرفهما» [1]؛ لأنّ العدل هو انتظام الأُمور على وجهها، بينما الإحسان يتضمّن تنازلًا عن الحق من قبل طرف من الأطراف، ثمّ يأمر القرآن الكريم بإيتاء ذي القربى بعد أن يبيّن القرآن الكريم وسيلة لالتحام أفراد المجتمع بعضه مع بعض، وهي وسيلة العدل.

الترتيب في الآية ليس اعتباطياً

ونلاحظ أنّ الآية قد بدأت بالعدل ثمّ بالإحسان؛ لأنّ المجتمع قد يمرّ بمنعطفات يحتاج فيها إلى الإحسان، مثل: الكوارث والحالات الطارئة، ثمّ تأمر الآية الكريمة بإيتاء ذي القربى من أجل تقوية وشائج وروابط المجتمع، والقربى المذكورة في الآية هي عموم القربى، قرابة الأُسرة والقبيلة والعشيرة، وهذا الترتيب في الآية ليس اعتباطياً، وأمّا النواهي فقد بدأت الآية بالنهي عن الفحشاء، يعني: عن الانحدار الخلقي، والآية تنذر أنّ هلاك المجتمعات يبدأ بالسقوط الخُلقي، ثمّ نهت عن المنكر والبغي وكأن الآية تحتوي في الأوامر على عكس النواهي من حيث الترتيب، ففي الأوامر بدأت الآية بالعدل، ثمّ بالإحسان، ثمّ بتقوية شجرة القرابة، ولكن في جانب النهي ابتدأت بالفحشاء، باعتباره أمراً يهدّد النظام الاجتماعي، حيث إذا ساد الانحطاط الخلقي فسوف يهدّد النظام الاجتماعي، وغيب المُثُل والمبادى‌ء الأخلاقية، مثل: الأمانة والرحمة، وهذا سيؤثّر على العدالة والقانون والنظام.


[1] ميزان الحكمة 4: 1839، الحديث 11981.

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست