نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 345
لابدّ من رجوع الفيء إلى مدبّره الصحيح
قال تعالى: «وَ ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ
مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لا رِكابٍ وَ لكِنَّ اللَّهَ
يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»[1]، الكفّار قد يمتلكون الطاقات، والمسلمون عندما يمتلكون هذه الطاقات
من خلال الفيء، فإنّ هذه الطاقات إنّما ترجع إلى نصابها الصحيح، وإلى المدبّر
الصحيح الذي يرتضيه اللَّه تعالى.
مفهوم أهل القرى في القرآن الكريم
قال تعالى: «ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ
أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ
الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ
مِنْكُمْ وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ»[2]،
والقرى في جملة من الآيات، تعني: المدن، فلِمَ يُسمي القرآن أهل المدن بأهل القرى؟
فاليهود المعاصرون للنبي من الناحية المادية متطوّرون على العرب بدرجات كثيرة،
وكانوا متقدّمين من حيث الكتابة والقراءة، بينما العرب كانوا متخلّفين، مع ذلك
القرآن الكريم يسمي مناطقهم قرى ولا يسمّيها مدن؛ لأنّ القرآن يعتبر أنّ المدنية
تتمثّل في الإقرار بأنّ مالك الملوك هو اللَّه تعالى، فالشخص الذي يقر بأنّ مالك
الملوك هو اللَّه يعتبر شخصاً متمدّناً، والعلوم أسلحة وقدرات فإذا لم تهذّب
بالالتزام الخلقي فإنّها ستكون أسلحة فتّاكة تورث الجحيم للبشرية، أمّا إذا هذّبت
بالالتزام الخلقي فسوف توفّر النعيم للبشرية.