نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 340
العاشورائية: «اللهم إنّك تعلم أنّه لم يكن ما كان منّا تنافساً في
سلطان ولا التماساً في فضول الحطام، ولكن لنرى المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في
بلادك ويأمن المظلومون من عبادك، ويُعملُ بفرائضك وسننك وأحكامك»
[1]، ثمّ وجَّهَ خطابه عليه السلام إلى أهل الكوفة والمعسكر الآخر أو
جيش الشام: «إن لم تنصرونا وتنصفونا قوي الظلمة عليكم، وعملوا في إطفاء نور
نبيّكم، وحسبنا اللَّه وعليه توكّلنا وإليه أنبنا وإليه المصير»
[2].
هل القدرة هي مصدر الاستحقاق؟
مرّ علينا الكلام عن أُسس الحقوق والتقنين، بعد الكلام عن أنّ
العدالة هي الأساس والقانون يدور مدارها، وتكلّمنا عن المدرسة الذاتية، والتي
تعبّر عن الحالة الدكتاتورية والكسروية والقيصرية التي تستعبد الإنسان، وهنا تظهر
فكرة أنّ سيطرة الطبقات بعضها على البعض ظاهرة طبيعية تتمثّل في سيطرة القوي على
الضعيف، فليس من الطبيعي أن تتساوى الشعوب الأوربية مع باقي شعوب العالم، وهي شعوب
أكثر تعلّماً وقدرة وتسلّحاً من غيرها، فكيف نساويها بغيرها؟!
وفكرة الإنتاج والعمل مطلب آخر، بل هذه المؤهّلات التي يتّصف بها
القوي هي التي تؤهّله إلى أن تكون له استحقاقات معيّنة، وهذه هي نفس الكسروية
والقيصرية القديمة، ولكنها الآن بصورة حديثة، وإلّا فهي نفس الفكرة، ونفس المدرسة
بالضبط، وترتكز على أنّ القدرة مصدر الاستحقاق، فكلّما كانت الذات تتمتّع بقدرة
أكبر كان لها استحقاق أكثر.