responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 290

ذاتها، والسبب في ذلك أنّ ما حدث في التاريخ يؤثّر في الروح، فكلّ الأُمور التي مضت حاضرة لدى الروح ومؤثّرة فيها، والروح هي حصيلة المعلومات فلا يمكن تصوّر الروح بلا معلومات، فكلّ ما هو حي متعلّق بالروح، كما قيل: «فالناس موتى وأهل العلم أحياء» [1]، والعلم هو حياة الروح، وتمام هويّة الروح ووجودها هي المعلومات، والجهل هو موت الروح، ومن الخطأ أن نتحسّس من إحياء ما مضى من التاريخ؛ لأنّ الروح هي بطبيعتها حيّة بما مضى وبما سيأتي، وأنّ ما مضى ماض بلحاظ البدن، أمّا بالنسبة للروح فما مضى هو حي حاضر لديها، فيجب على الإنسان أن يكون له وعي وموقف فيما صاحب ماضي الزمان من الأحداث، والذي لا يعي ما مضى من الأحداث فهذا لا بدّ أنّه يعاني من نقص في هويّته الإنسانية والروحية، ويكون بمثابة الميّت الذي لا يتمتع بحياة الروح، وهو شبيه بأجزاء معطّلة من ذاكرة الحاسب الآلي، فإذا كانت هذه الذاكرة معطّلة فلا فائدة منها، وكذلك الروح إذا كانت بدون معلومات فلا فائدة منها.

وكلّما ازدادت دائرة علم الروح المدرك للحقيقة اتّضحت لها الحقيقة، فلا ترى البياض بصورة السواد، ولا السواد بصورة البياض، وحينئذٍ تكون الروح حيّة وناضجة، إذن نبش التاريخ وتقليب صفحاته سنّة قرآنية، والروح تتأقلم مع هذا التقليب لصفحات التاريخ وتتكامل به.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر البدني والقلبي‌

نستطيع أن نفهم جملة من التكاليف الإلهية التي بعضها مفاهيم عقائدية وبعضها مسائل فقهية، فمثلًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القلبي يختلف عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر البدني، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هدفه‌

4507 بحوث معاصرة في الساحة الدولية ؛ ص290

 


[1] العلم والحكمة في الكتاب والسنة: 352، نقلًا عن الديوان المنسوب للإمام علي عليه السلام.

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست