نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 285
تصرّم منه شيء أو أنّه سيتحقق منه شيء في المستقبل- تعالى اللَّه
عن ذلك علواً كبيراً- لأن اللَّه تعالى كلُّه تَحَقُقْ، وما كان منه تعالى وما
سيأتي هو على نحو الكينونة المنجّزة، وهذا في صفات اللَّه، ونحن لا نريد أن نقيس
المخلوق باللَّه تعالى.
التاريخ بالنسبة للروح شيء حاضر
الروح شرّفها اللَّه تعالى بشرف خاص وأضافها إلى ذاته، وقد أطلق لفظ
الروح على الذات الإلهية المقدّسة فقال تعالى:
«فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ»[1]، إنَّ التاريخ بالنسبة للروح ليس تاريخاً، بل شيء حاضر، والمستقبل
بالنسبة للروح ليس مستقبلًا، بل شيء حاضر، والإنسان يتفاعل مع الشيء الحاضر
بصورة مرنة، والروح بالنسبة إلى ما مضى وما سيأتي من خلال إدراكاتها ومواقفها شيء
حاضر لديها وليس شيئاً ماضياً.
تكاليف الروح تختلف عن تكاليف البدن
تكاليف الروح تختلف عن تكاليف البدن؛ لذلك أهّلت الروح لمسؤوليات
تختلف عن البدن، فالبدن لا يكلّف بنشأة البرزخ أو النشأة الآخرة، وإنّما يكلّف
بمسؤوليات بقدر طاقته وقدرته، ولا يستطيع البدن التعامل مع ما مضى، فليس بمقدوره
اختراق أعماق التاريخ والتعامل مع الماضي، إذن البدن لا يستطيع أن يفعل فيما مضى
شيئاً، ولا يستطيع أن يفعل فيما سيأتي شيئاً، وإنّما يستطيع أن يفعل فيما هو كائن
بينهما وهو الحاضر، ومن خلال هذه المقدّمة يتّضح أنّ التكاليف منها ما يتعلّق
بالروح، ومنها ما يتعلّق بالبدن، وأنّ البدن لضيق أفقه لا يستطيع أن يؤدّي
التكاليف التي تختصّ بالروح، فمن تكاليف الروح العظيمة