responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 284

تأثير إحياء التاريخ في شخصية الإنسان وهويّته‌

عموماً إحياء التاريخ وتعايش الإنسان معه له أبعاده في شخصية الإنسان وهويّته، حيث إنّه لابدّ أن نفرّق بين حياة الإنسان كروح وعقل وذات حيويّة مدركة من جهة وبين حياة البدن من جهة أُخرى.

الفرق بين طبيعة البدن وطبيعة الروح وأحكامهما

الكثير من الناس يخلط بين أحكام البدن وأحكام الروح، البارى‌ء قدّر للروح أن تعيش في نشأة تتجاوز أُفق البدن سواء من جهة البدء أو من جهة الانتهاء؛ لأنّ طبيعة الروح هي أنّها موجود غريب جدّاً عن البدن؛ لأنّها مخلوق ذو أفق كبير واسع، والبدن في تواجده ونموّه واستوائه وتطوّره يعيش هذه الحقبة من العمر ربّما ستّين أو سبعين أو مائة سنة، فهو موجود محدود بوقت معيّن، بينما الروح تبقى ومداها يكون واسعاً جدّاً. والأجيال السابقة مؤثّرة في البدن من ناحية الجينات الوراثية.

علاقة التاريخ بالبدن والروح‌

ومن ثمّ فإنّ التاريخ إنّما يكون بلحاظ البدن، أمّا من ناحية الروح فإنّها لا تتعلّق بالسابق واللاحق، ولو ضربنا مثلًا ببعض الصفات الإلهية كأوّليّة اللَّه وآخريّته، لا يمكن التعبير عن أوّليّة اللَّه بأنّها شي‌ءٌ في الماضي فقط- والعياذ باللَّه- وإنّما أوّليّة اللَّه كما هي في الماضي هي في الحاضر والمستقبل، وكذلك آخريّة اللَّه لا تعني أنّها شي‌ء في المستقبل، ولا علاقة له بالحاضر والماضي، بل آخريّة اللَّه هي في الماضي والحاضر والمستقبل.

ولو افترضنا أنّ أوّليّة اللَّه وآخرويّته مرتبطة بالماضي فقط أو المستقبل فقط، للزم أن يحصل التبعيض في ذات اللَّه عزّ وجلّ، فلا يصح أن نقول إنّ اللَّه تعالى قد

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست