responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 253

واحد، والشرائع هي المتغيّرة من نبي إلى آخر، وهذا الدين بعث به أولوا العزم الخمسية، وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه و آله، وقد وقع بعض الباحثين في إشكال، وهو أنّ النبي آدم لم يبعث بشريعة، إذن لم يبعث بدين، إذن لم يكن آدم نبياً، والمشكلة أنّ هولاء لم يفرّقوا بين الدين والشريعة، ولذلك وقعوا في هذا الإشكال، والصحيح أنّ الأنبياء قد بعثوا بالشرائع، والدين لا يتعدّد.

أُصول الدين وأركان فروع الدين وأُصول المحرّمات ثابتة في كل الشرائع‌

الدين يمثّل أُصول الاعتقاد وأركان الفروع، كالصلاة والصوم والحج والزكاة، فمثلًا: آدم عليه السلام صلّى وزكّى وحجّ وصام. نعم، قد تختلف تفاصيل الصلاة أو تفاصيل الحجّ أو الصوم، ولكنها في نفسها ثابتة لكل الأنبياء، ولايمكن نسخ الاعتقادات؛ لأنّها مرتبطة بتوحيد اللَّه والعدل والآخرة، ولا يمكن أن يبعث نبي بصلاة ولا يبعث نبي آخر بصلاة، وهكذا بالنسبة لأُصول المحرّمات والمنكرات، مثل: الزنا واللواط والسحاق وتحريم الربا، ولا يمكن أن يحلّها نبي ويحرّمها نبي آخر، فكلّ هذه الأُمور أُمور فطرية، والفطرة البشرية ترفض هذه الممارسات التي تحوّل المجتمع الإنساني إلى غابة الإباحة الجنسية التي تهدم الكيان الإنساني، وكلّما ابتعد الإنسان عن فطرته كلّما انتشرت الرذيلة والفواحش، وكلّما انتشر الرعب والخوف، سلب الأمن والاستقرار على صعيد الفرد والمجتمع.

قال تعالى‌ «شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‌ وَ عِيسى‌ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ» [1].

وقال تعالى: «وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَ مُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍ‌


[1] الشورى 42 13.

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست