العولمة الإسلامية قائمة على الحوار والاقتناع الفكري
هذه هي العولمة الإسلامية التي خاطب بها النبي صلى الله عليه و آله
والأُمم الأُخرى، العولمة المنطلقة من مفاهيم القرآن الكريم القائمة على المساواة
والحوار المنطقي «كَلِمَةٍ سَواءٍ»، وقد رفع القرآن الكريم في زمان
كانت البشرية ترزح تحت نير العبودية والتفرقة العنصرية والتخلّف العلمي والحضاري.
إذن الحوار لا على فرض الآراء بالقوّة العسكرية أو الاقتصادية، بل من
العولمة المنطلقة من الاقتناع الفكري والعامل الثقافي، لا من الترهيب والترغيب.
والآية تشير إلى عدّة أُمور، أوّلًا: الكلمة السواء، ثانياً،
العبودية للَّه، ثالثاً:
رفض التسلّط من قبل بعض البشر على بعض، ووجود الحرية للبشر، وعدم
خضوع بعضهم لبعض.
إذن القرآن جعل لغة العولمة هي لغة الحوار، وهذا منطق متمدّن راق
طرحه القرآن في تلك الأزمة المتخلّفة على صعيد النظرية، وعلى صعيد التطبيق فكان
النبي صلى الله عليه و آله يساوي بين بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي
وبين العرب، بل إنّه قد فضّل سلمان الفارسي، وقال: «سلمان منّا أهل البيت»
[2] لا لعنصره، وإنّما للمستوى الروحي الذي ملكه وتميّز به.
أخلاق النبي صلى الله عليه و آله وسياسته ومبادئه عامل أساسي في
العولمة الإسلامية
المستشرقون يعترفون أنّ العامل الأساسي في نشر الإسلام هو أنّ أهالي
البلدان المفتوحة كانوا يساعدون المسلمين على فتح بلدانهم؛ لأنّهم كانوا يعانون