القوميات والوطنيات والعنصريات والأعراق المختلفة هي آليات للمعيشة
وليست أُسساً للتقييم، فلا يمكن تقييم الإنسان وتفضيلة بموطنه أو قوميته أو عنصره
أو عرقه.
الاعتراف بالشعوب والقبائل في القرآن الكريم، والحكمة الإلهية في
خلقها
وفي الآية عدّة ملاحظات، الملاحظة الأُولى هي: أنّها خاطبت الناس
جميعاً، والملاحظة الثانية هي: «أنّها ساوت بين جميع البشر من خلال رجوعهم جميعاً
إلى آدم وحواء، فالمصدر واحد، ولا تفاضل بين هذا وذاك، والملاحظة الثالثة:
أنّ الآية قالت: «شعوباً» جمع شعب، إذن الآية تعترف بتعدد الشعوب، و
«قبائل»، وتعترف بتعدد القبائل وتعدد الأوطان وتعدد الأنساب، قال تعالى:
وبعد أن اعترفت الآية بكل هذه النزعات التي تميّز البشر ذكرت: أنّ
الحكمة من خلق الإنسان في مجموعات تمثّلها الشعوب والقبائل،
«لِتَعارَفُوا»، قال المفسّرون لكي يعرف كل منّا صاحبه، فلو كان كل البشر بنفس
اللون ونفس القالب ونفس الشكل فسيستحيل النظام الاجتماعي، ويزول الأمن البشري، ولا
تعرف حينها مع من تعاملت، وإلى من أحسنت، وإلى من أسَأت، ومن تزوجت، وممن