نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 231
إذن التفرقة من الأرض، ومن الطين، ومن الجغرافيا، ومن الإنسان نفسه
الذي يكبّل نفسه بأنواع من القيود والتفرقات، والنزوع نحو التوحّد والوحدة كامن في
أصل خلق الروح الواحدة التي خلقها اللَّه تعالى.
وقال تعالى: «قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها
جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ»[2].
فالقرآن الكريم يشير إلى أنّ الإنسان يحمل نزعتين: النزعة الأُولى
تتمثّل في نزعة العداوة المصاحبة للهبوط إلى الأرض، وقال المفسّرون: إنّ العداوة
مترتبة على التعب والنصب والكدح التي تحتاج إليها الحياة الدنيا، فيحتاج الإنسان
إلى القوّة الغضبية لكي يحمي نفسه، ويحتاج إلى القوّة الشهوية لكي يأكل ويشرب
وينكح ويتكاثر.
وهذه القوّة عندما تُنظَّم تخدم الإنسان، ولكن عندما تتفلت تسبّب
الكوارث والحروب والاعتداءات وانتهاك الأعراض وسفك الدماء والفساد في الأرض وغصب
الأموال ونشر الظلم.
وتشير الآية إلى أنّ هدى اللَّه هو الضمان وصمّام الأمان للإنسان،
لكي يحافظ على السلام والحب والعدل وخدمة البشر، والاستقرار النفسي والروحي
والسيطرة على الغرائز والشهوات وتشير إلى وجود هذه النزعة التابعة لهداية