responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 21

الأنبياء أولوا العزم، وهذا ما ورد عن المعصومين حيث وصفوهم بأنّهم أصحاب شرائع، وليس أصحاب أديان متعددة، بل بُعثوا بدين واحد [1].

النسخ يقع في الشرائع، ولا يقع في العقائد

هل يعقل أن يأتي آدم عليه السلام بدين وعقائد حقّة، ثمّ تكون هذه العقائد مؤقّتة بزمن معيّن، فيأتي نوح عليه السلام وينسخ العقائد التي أتى بها آدم، ثمّ يأتي إبراهيم وينسخ العقائد التي أتى بها نوح عليه السلام وهكذا؟!

إنَّ هذا أمر لا يعقل؛ لأنّ الدين عبارة عن رؤى كونية، وإذا كانت هذه الرؤى الكونية صادقة فهي غير قابلة للتبديل والتغيير.

فيستحيل نسخ التوحيد أو المعاد أو النبوة، وإنّما يقع النسخ في الشرائع.

بل حتّى أركان الفروع هي من الدين ولا يقع عليها النسخ، فأصل وجوب الصلاة والزكاة ثابتة في شريعة كلّ نبي، قال تعالى على لسان عيسى:

«وَ أَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا» [2].

وكذلك الحجّ فكلّ الأنبياء حجّوا بيت اللَّه الحرام، وكذلك الجهاد والصوم. نعم، قد يختلف شكل الصلاة أو الصيام، ولكن أصل وجوبها ثابت في كلّ الشرائع، وهذا ينطبق على المحرّمات وتحريم الفواحش كالزنا والخمر، فأصل تحريم الفواحش ثابت في كلّ الشرائع وإن اختلفت سعة وضيقاً، حتّى أُصول أحكام الأسرة والزوجية والتعاقد التجاري وتحريم الربا؛ ولذلك فإنّ اللَّه تعالى يندّد بالمجتمع اليهودي؛ لأنّه يتعامل بالربا.


[1] الفصول المهمة 1: 428، الحديث 587.

[2] مريم 19 31.

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست