responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 209

على كفاءة المقلَّد في تخصّصه، وأن لا تدخل المحسوبيات في تقييم الشخصيّات المقلَّدة.

والذي يرفض التقليد بشكل تام يؤدّي رفضه إلى سدّ الطريق أمام العلم لكي لا يأخذ مجراه بشكل صحيح، والقرآن إنّما ذمّ التقليد غير المبني على العلم، قال تعالى‌ «وَ كَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى‌ أُمَّةٍ وَ إِنَّا عَلى‌ آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ» [1].

والنزوع إلى التقليد أمر فطري، والإنسان يقلّد مئات المرّات يومياً.

وإذا أخذ الشيعة بعض الآليات من الأُمم الأُخرى للتعبير عن حزنهم على سيد الشهداء وأهل البيت عليهم السلام، فإنّ ذلك ليس عيباً مادامت تلك الآلية صحيحة وسليمة، وهذا يقع في سياق التبادل الثقافي والحضاري بين الأُمم‌ [2].

إذن ليست المشكلة أنّ هذه الأساليب الحسينية مأخوذة من أُمم أُخرى أم أنّها مبتكرة من أبناء الطائفة، وإنّما المناط هو صحة الأُسلوب وعدم صحته، فكون هذا الطقس مأخوذ من الأتراك أو من الهنود أو من غيرهم لا يطعن في هذا الأُسلوب، وكل الأُمم تتأثّر بالأُمم الأُخرى في أساليبها، ولكن المهم هو أن تبقى المعاني والمُثُل والقيم والمبادي‌ء وإن اختلفت الأساليب.


[1] الزخرف 43 23.

[2] ومن شواهد كلام سماحة الشيخ (حفظه اللَّه)، ما شهدته البحرين في السنوات الأخيرة من تطوير في إحياء الشعائر الحسينية، لا سيّما حملة الإمام الحسين عليه السلام للتبرع بالدم والموسم الحسيني، حيث إنّ هذه الأساليب مأخوذة من أُمم أُخرى، وتمّ إدراجها في الشعائر الحسينية بنجاح، حيث لاقت الكثير من الترحيب والتلقي الإيجابي من مختلف قطاعات المجتمع الذي نظر إليها على أنّها ظاهرة حضارية تعكس وعي المنتمين إلى ثقافة الإمام الحسين عليه السلام وخدمتهم لمجتمعهم.

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست