نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 201
انكار المنكر التاريخي في القرآن الكريم
وهذا الكلام له شاهد من القرآن الكريم، فالقرآن الكريم يعاتب ويؤنّب
ويندّد باليهود المعاصرين للنبي محمّد صلى الله عليه و آله بما فعل أجدادهم قبل
قرون عديدة؛ لأنّهم متعاطفون مع أجدادهم، والقرآن الكريم لا يخاطبهم مخاطبة
المتعاطف مع الظالم، وإنّما يخاطبهم مخاطبة الظالم والمرتكب للجريمة، وله شواهد
عديدة، منها قوله تعالى: «الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ
إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ
النَّارُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَ بِالَّذِي
قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ»[1]،
مع أنّ اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه و آله لم يقتلوا رسل اللَّه، ولكن
اللَّه خاطبهم بهذا الخطاب؛ لأنّ هؤلاء رضوا بفعلهم ولم ينكروا عليهم.
وكذلك قوله تعالى: «وَ إِذْ واعَدْنا مُوسى
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنْتُمْ
ظالِمُونَ»[2]، مع أنّ اليهود المعاصرين للنبي ليسوا هم
الذين عبدوا العجل.
ولعن اللَّه امّة رضيت بذلك
ومن هذا المنطلق يحارب الإمام المهدي (عجل اللَّه فرجه الشريف) أتباع
بني أُمية باعتبار أنّهم رضوا بقتل الحسين عليه السلام، وهذا ما فعله القرآن
الكريم مع بني إسرائيل المعاصرين للنبي صلى الله عليه و آله، وحملهم مسؤولية ما
فعله أسلافهم.
وهناك حديث يقول: «بحشر المرء مع من أحب» [3]،
أمثال قابيل وقارون وفرعون؟!
وهناك دليل عقلي فطري يحسّن الحسن ويقبّح القبيح، فكيف نحارب فطرتنا
ونطمسها؟!