responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 19

المدني، أنَّ هذه المجتمعات وإن كانت علمانية إلّاأنّها لم تُطلّق الدين طلاقاً مؤبّداً، وأنّهم حفظوا- ولو بالشكل- موروثهم الحضاري الثقافي الديني كلٌّ بحسب دينه سواءً كانوا في اليابان أو في الهند أو في أوروبا المسيحية؛ وذلك لأنّ طبيعة المجتمعات البشرية تجعل منها مخزناً تختزن فيه الموروثات الحضارية، ومن المستحيل أن يبدأ مجتمعٌ بشريٌ من الصفر، بل لا بدَّ أن يرث من الأُمم السابقة ما يرث، فنحن نلاحظ أنّ العلمانيين الغربيين أسماؤهم أسماء مسيحية، وتكون عندهم إلى جانب القوانين المدنية قوانين كنائسية، وكذلك أُصول التقنين الغربي متأثّرة بالتقنين المسيحي، فإذاً هؤلاء العلمانيون الغربيون لم يطلّقوا الدين طلاقاً مؤبّداً، ولكنّهم حاولوا أن يمزجوا بين الموروث القديم وما ابتكروه من قوانين، وممّا يدلّل على كلامنا هذا هو أنَّ الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب عندما شنّ حرب الخليج الثانية كان يستنجد بالكنيسة واسم الرب وما شابه ذلك، وكذلك استخدم جورج بوش الابن تعبير «الحرب الصليبية» بعد الهجوم على نيويورك وواشنطن، وهذا ما نشاهده عند اليابانيين أصحاب الديانة البوذيّة، حيث إنّهم لم يطلّقوا ديانتهم طلاقاً مؤبّداً.

الدين واحد والشرائع متعدّدة

من الأخطاء الشائعة في الصحافة والإعلام وبين عامّة الناس هو تعبير «الأديان»، فنسمع عن حوار الأديان، والبحث عن أوجه الاختلاف أو التلاقي بين هذه الأديان، وهذا ما يتعارض مع المفهوم القرآني والمفاهيم التي جاءت بها الأحاديث الشريفة، حيث إنّ المفهوم القرآني يؤكّد على أنّ الدين واحد وليس متعدّد، فتكون النتيجة أنّ تعبير «الأديان» تعبيرٌ خاطى‌ء؛ لأنّه يتعارض مع الطرح القرآني.

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست