responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 180

الإمام علي عليه السلام، وكذلك الإمام الحسن عليه السلام أن يستنصر المسلمين في قتال أعدائه فإن نصروه جاهدهم وإن لم يفعلوا فلا يبقى لوحده في الميدان ويسقط عنه التكليف، أمّا الإمام الحسين عليه السلام فوظيفته الشرعية أن يبقى ولو كان وحده، كما أمر اللَّه نبيّه صلى الله عليه و آله في الآية الآنفة الذكر.

هل اختبرت نيّة أصحابك؟

وهكذا ثبت الإمام الحسين عليه السلام، وثبت معه أهل بيته وأصحابه، وكان الإمام عليه السلام قد ورث الشجاعة من جدّه صلى الله عليه و آله الذي كان الإمام علي عليه السلام يقول عنه: «لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول اللَّه صلى الله عليه و آله ..» [1] وقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «أمّا الحسن فإنّ له‌ هيبتي وسؤددي، وأمّا الحسين فإنّ له شجاعتي وجودي» [2]. والملفت في سيرة سيد الشهداء عليه السلام أن غربل وصفّى واختبر أصحابه منذ خروجه من مكة المكرمة، وهذا ما كان يثير قلقاً عند الحوراء زينب عليها السلام حين قالت له في كربلاء: «أخي، هل استعملت من أصحابك نياتهم فإنّي أخشى أن يسلّموك عند الوثبة واصطكاك الألسنة!» [3]، ولكن الحسين عليه السلام كان مطمئناً من وقوف هؤلاء الأبطال في هذا الزلزال الرهيب وقوف الجبال الرواسي، وكانت المهمة صعبة، وكربلاء لا ترضى أن يكون أبطالها إلّاعمالقة في الإنسانية، وقمم في الفضيلة.

ولذلك لا تجد باحثاً أخلاقياً، ولا باحثاً قانونياً يستطيع أن يسجّل مخالفة أخلاقية أو قانونية ارتكبها أصحاب الإمام الحسين عليه السلام رغم صعوبة الظروف وشدّة الموقف.


[1] ميزان الحكمة 5: 224، الحديث 14886.

[2] ميزان الحكمة 1: 153، الحديث 1114.

[3] موسوعة كلمات الامام الحسين: 493، علاج سيفه وكلامه مع اخته.

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست