responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 173

هنا أو هناك، وهذا هو إرهاب الدولة بعينه.

إذن إغفال عنصر الخفاء يمثّل ممالئة من قبل القانونيين إلى الدول التي تمارس الإرهاب.

المؤاخذة الثانية: ما هو الميزان والفيصل في تحديد الإرهاب؟

من الواضح أنّه لابد من استخدام القوّة في بعض الموارد، وأنّ وجود القوّة الغضبية لها حكمة إلهيّة، وهي ردع العدوان الذي يحصل من الطرف الآخر، ولذلك يثني القرآن الكريم على الإرهاب الذي يكون هدفه صدّ الاعتداء، قال تعالى: «وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ وَ آخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ» [1]، وكذلك مدح القرآن الكريم الرهبان، قال تعالى: «لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا وَ لَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى‌ ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَ رُهْباناً وَ أَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ» [2]، والراهب إنّما سمّي راهباً؛ لأنّه يعيش الرهبة والخوف والخشية من اللَّه تعالى، كما هو أحد وجوه التسمية.

ومن المسلّم به أنّ هدف القانون الجنائي والجزائي أو تشريع فقه الحدود والقصاص هو ردع المتعدّي، ومن ثم السيطرة على شروره، وقطع الطريق أمام أهدافه المدمّرة، فهذا كله إرهاب محمود، ويقبله العقل والشرع.

أمّا الإرهاب المذموم فهو إرهاب العدوان والاستغلال والاستئصال وتجاوز الحدود، وليس منه ما يفعله الآن مجاهدو فلسطين ولبنان الذين يرهبون العدوان الصهيوني، ويوقفون عدوان العدو.


[1] الأنفال 8 60.

[2] المائدة 5 82.

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست